سامي القريني
الياسمينة جدتي وأخي الطريق
كيف أحلل هذا التعلّق بامرأة لا تعرف شيئاً عن مشاعري؟ وما هي أهمية مشاعري في نهاية الأمر؟
أأطالبها بالحب؟ هل أطلب يدها للزواج؟ إن شريعة القلب احياناً لا تُجيز ما تجيزه الشريعة.
عن أي حب، وعن أي زواج أتحدث؟ لقد نشأت بيني وبين صورها علاقة حب شغلتني في الأشهر التي قضيتها خارج الكويت. وإننا نجلس الآن حول طاولة واحدة
في هذا المقهى الصغير.
لم تكن امرأة كبقية النساء. لقد لمعت في ذهني جملة أخذت تتكرر في أثناء الحوار، لقد عرف قهار كيف يختار. لقد اختار امرأة قادرة على احتواء إنسان كقهار. قهار الإنسان، ليس الطالب في موسكو، ليس العاشق في أحضان محيبيب، وليس الغاضب في مسقط رأسه. قهار الإنسان هو الرافض، والممسك بين يديه الحلم. كيف احتوت المرأة هذي، ذاك الإنسان المتشظّي بين القارات وبين حطام الدول العربية؟