جهاد فاضل
صدر عن شركة "رياض الريس للكتب والنشر"- بيروت كتابان للناقد والكاتب اللبناني جهاد فاضل
الأول "محمد عبد الوهاب- بين التقليد والتجديد" والثاني "ام كلثوم-نغم مصر الجميل".
الكتاب الأول عبارة عن دراسة لحياة الموسيقار والمطرب المعروف، سيرة ومسيرة. الفصل الأول: "هل كان صناعة شوقية" يتناول العلاقة القوية بين عبد الوهاب و "أمير الشعراء" أحمد شوقي. لقد تلازم الرجلان وترافقا رفقة العمر. الفتى ذو الثقافة المتواضعة والمنحدر من أسرة متوسطة- لكن صاحب الصوت المميز والإحساس المرهف تتلمذ على يدي أمير الشعراء وفي مجالسه حتى بات فيلسوفاً. وأحمد شوقي أُخذ بـ "المغني" الناشئ حتى أصبح رفيقه وعشيره وأدخله محافل الثقافة والطرب وفتح أمامه أبواب الشهرة. بالإضافة إلى ما أعطاه له من أشعار خالدة.
الفصل الثاني: يتناول علاقة عبد الوهاب مع الأخطل الصغير وقصة "جفنه علّم الغزل". وتتوالى فصول الكتاب: "لقاء قمة مع أم كلثوم" بدأ مطرباً وانتهى فيلسوفاً". "متعة الراوي"، "المغنى لم يكن حياة الروح"، "عندما يأتي المساء"، شهريار شرقي"، "مشاريع موعودة".
الكتاب يقع في 170 صفحة من القطع الوسط.
وفيه صور لعبد الوهاب منفرداً ومع شخصيات سياسية وفية وأدبية ممن عاصروه.
أم الكتاب الثاني " فيحكي فيه جهاد فاضل سيرة أم كلثوم الشخصية والفنية والاجتماعية وهي متداخلة ومتفاعلة.
في السيرة الشخصية علاقة أم كلثوم بأزواجها الثلاثة (الملحن محمود الشريف والصحافي مصطفى أمين والطبيب حسن الحفناوي) كما يتناول علاقتها بالعديد من الشخصيات المعروفة ومنهم شريف صبري باشا خال الملك فاروق. وهناك الملحن محمد القصبجي وطبيب الأسنان الذي تحول إلى ملحن لأم كلثوم فلحّن لها سبعة عشر لحناً! والشاعر المعروف احمد رامي، دون أن ننسى المطرب والملحن الشيخ أبو العلا محمد. وفي الكتاب قصص معظم أغاني أم كلثوم ومن كتب أشعارها ومن لحّنها. بالإضافة إلى تحليل أدبي وفني للأغاني شعراً وتلحيناً.
الكتاب يقع في 210 صفحات من القطع الوسط.
ويحتوي صوراً لأم كلثوم منفردة ومع شخصيات سياسية وفنية عاصرتها.
يتميز الكتابان بتحليل ذكي للعلاقة بين الشعر والتلحين والغناء/ الشاعر والملحن والمغني. تلك العلاقة غالباً ما تتفاعل بين شخصيتين أو ثلاثة فتثمر نتاجاً فنياً راقياً وأحياناً تتحول علاقة عاطفية رومانسية أو حتى عاصفة.
هذان الكتابان نموذجان مفصّلان عن هذه العلاقة الثلاثية التي كانت سائدة في القرن الماضي وبدأت تفقد بريقها في عصرنا مع هبوط مستوى الشعر وذيوع الألحان المسروقة والموسيقى الإلكترونية والكمبيوترية.