جهاد بزي وبشير عزام
"ملك اللوتو"
صدرت عن "شركة رياض الريس للكتب والنشر" – بيروت رواية جديدة للكاتبين اللبنانيين جهاد بزّي وبشير عزام بعنوان "ملك اللوتو".
يتناوب المؤلفان على كتابة فصول الرواية بحيث يكتب أحدهما فصلاً ويرسله إلى الآخر فيتحاوران فيه ثم يرسل الثاني الفصل الذي يليه إلى الأول وهكذا دواليك.
ليس هذا الجديد فقط في "ملك اللوتو" بل عمد المؤلفان إلى مقاربة جديدة لوجود الانسان بدءاً بخلقه وصولاً إلى قضائه وقدره. و "خلقا" بطل روايتهما وكوّناه وسمياه وراحا يسّيرانه.
الرواية إذاً بحث مبسّط في فلسفة الوجود والحياة وسوداويتها بأسلوب روائي مشوّق على شكل سيرة البطل "فواز فواز".
وفي الرواية أحاديث وأفكار جانبية ممتعة، كما في الحياة العادية، ونقدات اجتماعية طريفة، منها ما ذُكر عن الجارتين أم محسن وأم تيسير وعلاقتهما الاجتماعية:
"أم محسن لم تحب أم تيسير يوماً. لكنها تحرص على استقبالها كل بضعة أيام على صبحية قهوة لشأنين أساسيين: أولاً، لأن أم تيسير كانت وكالة أنباء متنقلة عن أخبار الحي بنسائه ورجاله (حرفتها الرسمية خياطة، والفعلية "خاطبة" أو "دلالة"، بمعنى أنها تؤمن عرائس للراغبين بالزواج والعكس، فضلاً عن كون زوجها حلاقاً. تخيل كمّ المعلومات واتساع دائرة مصادرها). وثانياً لأنها بصارة مشهود لها في ما خص استخلاص المصائر من فناجين القهوة. شخص بهذا القدر من النفاذ إلى مصادر المعلومات لا يمكن أن تستعديه. هذا هو الشرّ الذي لا بد منه. تستقبلها منى بامتعاض، كما يقرأ رئيس جمهورية موزٍ ما، مرغماً جريدة المعارضة كل صباح".
الرواية تقع في 300 صفحة من القطع الوسط.