غسان شربل
"أين كنت في الحرب؟ اعترافات جنرالات الصراعات اللبنانية".
صدر عن شركة "رياض الريس للكتب والنشر" – بيروت كتاب جديد لرئيس تحرير جريدة "الحياة" غسان شربل بعنوان "أين كنت في الحرب؟ اعترافات جنرالات الصراعات اللبنانية".
يتضمن الكتاب حوارات مفصلة بين غسان شربل وكل من ميشال عون وإيلي حبيقة ووليد جنبلاط وسمير جعجع. تكمن أهمية هذه الحوارات في أن المستصرَحين كانوا بطريقة ما هم المسؤولين عن الفصول الأكثر قسوة في تاريخ لبنان منذ بدايات الحرب في أواسط السبيعنيات حتى ما بعد اتفاق الطائف. فهم كانوا الممسكين بزمام السلطة السياسية والشارع اللبناني وبيدهم رقاب الناس. ولهم منفردين ومجتمعين، الدور الرئيسي في كل المحطات والمنعطفات الخطيرة التي مر فيها لبنان في هذه المرحلة، ابتداءً من حرب السنتين (1975-1976) وتقسيم المناطق "شرقية" و"غربية"، إلى احتلال المناطق المتبادل والهجرات الداخلية، إلى الدخول السوري ومقتل كمال جنبلاط ومجزرة اهدن، وبداية تصدع العلاقات المسيحية - المسيحية، إلى الاجتياح الاسرائيلي ومقتل رئيس الجمهورية المنتخب بشير الجميل إلى مجزرة صبرا وشاتيلا إلى الاتفاق الثلاثي والصراع على السلطة بين أمين الجميل وسمير جعجع وإيلي حبيقة، إلى معارك سوق الغرب وبروز ميشال عون، إلى انتهاء ولاية أمين الجميل وتجدد الصراع على السلطة إلى قيام حكومتين في "الشرقية" وفي "الغربية" إلى اتفاق الطائف، إلى "حرب عون" التي بدأت بمعركة "استعادة الموانئ" وانتهت بصراع رهيب بين عون وجعجع لا تزال تداعياته مستمرة، إلى إزاحة عون وترحيله... علامات فارقة ومحطات بينها محطات وأحداث بينها أحداث كان لهؤلاء الأربعة فيها الدور الأبرز.
أما المستصرِح، المؤلف، فلم يكتف بالسؤال بل كان محاوراً محنكاً ومحللاً سياسياً برع في نسج رواية الأحداث بحيث يلمّ قارئ الكتاب بالأمور من كل جوانبها وبدور كل من الأطراف الاقليمية والدولية التي لم تترك لبنان يوماً لشأنه، وكذلك يطلع على أدوار القادة اللبنانيين وتعاملهم في ما بينهم محاورة وتحالفاً وتخاصماً وتقاتلاً.
واللافت في الكتاب الصراحة التي تحدّث بها الجنرالات، كلّ عن الآخر، وإذا حاول احدهم التستر على ما يعنيه في أمر ما، يطلع عليه القارئ من قول الثاني فتكتمل الصورة أمام القارئ بكل جوانبها. كل ما عليه أن يربط أقوالهم بعضها ببعض ويقارنها فتكتمل الرواية.
والغريب في الأمر أن الجنرالات الأربعة صرحوا للمؤلف مباشرة أنهم يكرهون الحرب ولا يريدون لأولادهم حتى أن يحملوا سلاحاً! فيما قال أحدهم في نكتة سوداوية حين سأله المؤلف: هل شاركت في قصف المنطقة الأخرى وأرسلت سيارات مفخخة؟ فأجاب: نعم وهل كنا نتبادل باقات الزهور؟.
الكتاب يقع في 340 صفحة من القطع الوسط.
(الناشر)